![]() |
قرحة المعدة و الأثني عشر |
القرحة هي عبارة عن جرح في الجدار الداخلي للمعدة و الأثني عشر، و غالبا يكون علي هيئة فجوة صغيرة دائرية أو بيضاوية الشكل يتراوح قطرها بين عدة مليمترات و عدة سنتيمترات و تعاني الأشخاص من سن 55 إلى 65 من القرحة أكثر من الفئات العمرية الأخري و تعاني السيدات من قرحة الأثني عشر أكثر من حالات الإصابة بقرحة المعدة ، و تنشأ القرحة في الجدار الداخلي للقناة الهضمية و يؤدي إهمال علاج القرحة بشكل عاجل إلي مضاعفات خطيرة تتمثل في تحولها إلي قرحة نازفة حيث يجد المريض دم في البصاق و أحيانا تهدد الحياة في حالة و جود نزيف يتطلب التدخل الجراحي العاجل لوقف النزيف وإنقاذ حياة المريض .
أعراض قرحة المعدة
في بداية ظهور القرحة قد لا يشعر المريض بأي أعراض واضحة فقط قد يشعر بآلام في المعدة تكون علي هيئة حرقة شديدة تزداد عندما تكون المعدة خالية من الطعام، هذه الحرقة تكون علي شكل حرارة أو مغص ينتشر في الجزء العلوي من البطن و يبدأ عند الشعور بالجوع او بعد ساعة أو أكثر من تناول الطعام و لكنه سرعان ما يختفي مع تناول الأدوية المضادة للحموضة .
القرحة تصاحبها غالبا مجموعة من الأعراض العامة مثل القئ أو الغثيان، فقدان الشهية للطعام، و أحيانا تهاجم هذه الأعراض المريض أثناء النوم مما يتسبب في إستيقاظه من النوم و أحيانا تختلط أعراض القرحة مع الذبحة الصدرية حيث يعاني مريض القرحة من آلام في منطقة الصدر .
قد تتسبب قرحة المعدة في نقصان وزن المريض بينما لا تسبب قرحة الأثني عشر أي تأثير علي الوزن .
أسباب ظهور قرحة المعدة أو الأثني عشر
1 - الإفراط في إفراز حمض المعدة : يعد زيادة إفراز حمض الهيدروكلوريك السبب الرئيسي للإصابة بقرحة المعدة خاصة في ظل تناقص وسائل الحماية للغشاء المخاطي المبطن لجدارة المعدة أو الأثني عشر و يتوقف الأمر علي حالة الوازن بين عوامل تمثل خطورة علي جدار المعدة مثل : حمض المعدة، جرثومة المعدة المعروفة بإسم H.Pylori، بيبسين و الأدوية المضادة للإلتهابات اللاستيرويدية NSAIDS و عوامل حماية الغشاء المخاطي وهي : المخاط، البروستجلاندين، البيكربونات و تدفق الدم لجدار المعدة .
2- التدخين و شرب الكحوليات :
أثبتت الدراسات الحديثة أن معدل الإصابة بقرحة المعدة و الأثني عشر عند المدخنين و مدمني الكحوليات يفوق الضعف عند غير المدخنين، و يعود السبب في ذلك إلي أن مادة النيكوتين تتسبب في منع إنتاج مادة البيكربونات من خلال البنكرياس و التي تعمل علي معادلة التأثر الضار لحمض الهيدروكلوريك الضار علي الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و كذلك أيضا فإن الأفراط في تناول الكحوليات يزيد من نسبة تحول القرحة إلي قرحة نازفة .
3- الأدوية:
تؤدي بعض الأدوية مثل الأسبيرين و مشتقاته و كثير من المسكنات المضادة للإلتهابات الروماتيزمية مثل الكورتيزون، الأندوميثاسين و الديكلوفيناك إلي زيادة معدلات الإصابة بقرحة المعدة و خاصة لدي مرضي الروماتيزم الذي يضطرون إلي تناول جرعات كبيرة يوميا من المسكنات للتخلص من الألم المزمن .
4- تناول الأغذية الضارة بالمعدة :
يؤدي تناول بعض الأطعمة إلي نشأة القرحة أو تفاقم أعراضها و خاصة تلك الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي علي مواد مهيجة مثل : الفلفل الحار، الشطة الحارة، البهارات، القهوة و العصائر الحمضية و ينصح مرضي القرحة بتجنب تناول الأطعمة السابقة حتي لا تحدث مضاعفات .
5- جرثومة المعدة ( Helicobacter Pylori ) :
تعد جرثومة المعدة من الأسباب الرئيسية للإصابة بقرحة المعدة والأثني عشر و هي بكتيريا سوطية الشكل و يصاب بها الإنسان عن طريق تناول بعض الأطعمة الملوثة أو الخضروات و الفاكهة الغير مغسولة جيدا و تقوم هذه البكتيريا بإفراز مادة اليوريا التي تحدث ضررا بالغا بالغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و الأثني عشر مما يفقده الحماية ضد عوامل التلف الأخري مثل حمض الهيدروكلوريك، البيبسين و أدوية الروماتيزم فيصبح الجدارأكثر عرضة للتلف و الإصابة بالقرحة و يتطلب علاج جرثومة المعدة أسلوبا علاجيا متكامل حيث يشمل : العلاج بمضادات الحموضة بالإضافة إلي المضادات الحيوية مثل الأموكسيسللين أو الميترونيدازول مع مادة بزموث سب- جالات .
6- الحالة النفسية :
أثبتت الدراسات العلمية العلاقة الوطيدة بين الإضطرابات النفسية و الإنفعالات و الإصابة بقرحة المعدة و الأثني عشر و ذلك لإفراز الجسم مواد كيميائية طبيعة في حالة التوتر أو الإنفعال مثل الأدرينالين الذي يعمل علي زيادة إفراز حمض المعدة و تشير الإحصائيات إلي أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في التأقلم مع ضغوط الحياة و يعانون من القلق و التوتر يعانون أكثر من غيرهم من قرحة المعدة أو الأثني عشر .
العوامل الوراثية :
أثيتت الدراسات العلمية الحديثة أن الحالة الوراثية تلعب دورا كبيرا في زيادة معدلات الإصابة بقرحة المعدة أو الأثني عشر حيث وجد أن معدل الإصابة بقرحة الأثني عشر يرتفع إلي ثلاث أضعاف في حالة إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض مقارنة بالعائلات الأخري الغير مصابة .
وسائل تشخيص قرحة المعدة
يعد التشخيص الصحيح لقرحة المعدة أهم خطوة في العلاج الناجح للقرحة خصوصا و أن أعراض قرحة المعدة تتشابه مع أعراض أمراض أخري فكما سبق و ذكرنا فإن مريض القرحة أحيانا يشعر بآلام في منطقة الصدر و هو ما يتشابه مع أعراض الذبحة الصدرية و يعتمد التشخيص علي فحصين رئيسيين وهما : أشعة الباريوم و منظار الجهاز الهضمي العلوي .
الفحص بأشعة الباريوم :
قبل بداية الفحص يقوم المريض بتناول كمية من سائل الباريوم و الذي يقوم بتغليف الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و الأثني عشر، و بما أن الأشعة السينية لا تخترق طبقة الباريوم فإنها تظهر بيضاء اللون مع خلفية سوداء علي الفيلم الإشعاعي، و إذا كانت هناك قرحة فإن مادة الباريوم تملأ هذه الفجوة، وتؤدي إلي نتوء في الشكل الأملس المعهود للمعدة و الأثني عشر، و تعتبر هذه الوسيلة آمنة و دقيقة للتشخيص لكنها لا تعطي معلومات كافية، و هو ما يتطلب الحصول علي مزيد من المعلومات فيلجأ الأطباء إلي " منظار الجهاز الهضمي العلوي " .
منظار الجهاز الهضمي العلوي :
يتم تنفيذ هذا الفحص من خلال تمرير أنبوبة طويلة مرنة تحتوي في نهايتها علي مصدر للضوء و عدسة كاميرا عبر الفم إلي المرئ ثم إلي المعدة و منها إلي الأثني عشر، و يستطيع الطبيب فحص الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي فحصا دقيقا بناء علي ما يلاحظه من التغيرات في شكل الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و في حالة إكتشاف وجود قرحة يقوم الطبيب عن طريق نفس الأنبوب بأخذ عينة من المنطقة المصابة بالقرحة للتأكد من عدم وجود أورام خبيثة .
وسائل تشخيص قرحة المعدة
يعد التشخيص الصحيح لقرحة المعدة أهم خطوة في العلاج الناجح للقرحة خصوصا و أن أعراض قرحة المعدة تتشابه مع أعراض أمراض أخري فكما سبق و ذكرنا فإن مريض القرحة أحيانا يشعر بآلام في منطقة الصدر و هو ما يتشابه مع أعراض الذبحة الصدرية و يعتمد التشخيص علي فحصين رئيسيين وهما : أشعة الباريوم و منظار الجهاز الهضمي العلوي .
الفحص بأشعة الباريوم :
قبل بداية الفحص يقوم المريض بتناول كمية من سائل الباريوم و الذي يقوم بتغليف الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و الأثني عشر، و بما أن الأشعة السينية لا تخترق طبقة الباريوم فإنها تظهر بيضاء اللون مع خلفية سوداء علي الفيلم الإشعاعي، و إذا كانت هناك قرحة فإن مادة الباريوم تملأ هذه الفجوة، وتؤدي إلي نتوء في الشكل الأملس المعهود للمعدة و الأثني عشر، و تعتبر هذه الوسيلة آمنة و دقيقة للتشخيص لكنها لا تعطي معلومات كافية، و هو ما يتطلب الحصول علي مزيد من المعلومات فيلجأ الأطباء إلي " منظار الجهاز الهضمي العلوي " .
![]() |
سائل الباريوم |
منظار الجهاز الهضمي العلوي :
يتم تنفيذ هذا الفحص من خلال تمرير أنبوبة طويلة مرنة تحتوي في نهايتها علي مصدر للضوء و عدسة كاميرا عبر الفم إلي المرئ ثم إلي المعدة و منها إلي الأثني عشر، و يستطيع الطبيب فحص الغشاء المخاطي للجهاز الهضمي فحصا دقيقا بناء علي ما يلاحظه من التغيرات في شكل الغشاء المخاطي المبطن لجدار المعدة و في حالة إكتشاف وجود قرحة يقوم الطبيب عن طريق نفس الأنبوب بأخذ عينة من المنطقة المصابة بالقرحة للتأكد من عدم وجود أورام خبيثة .
![]() |
منظار الجهاز الهضمي العلوي |
مضاعفات قرحة المعدة
قد يصاب مريض القرحة بمضاعفات خطيرة و ذلك في حالة إهمال العلاج السريع أو تناول الأغذية التي تضاعف من أعراض القرحة أو في حالة عدم التشخيص الصحيح و بالتالي التأخر في العلاج الصحيح للقرحة و من أهم هذه المضاعفات و أكثرها خطورة :
1 - النزف :
يعتبر النزف أسوأ المضاعفات التي قد يعاني منها مريض القرحة و يحدث النزيف نتيجة ضرر بأحد الأوعية الدموية الموجود بجوار المنطقة المصابة بالقرحة من جدار المعدة وقد يكون النزيف ثانويا و تدريجيا مما يؤدي إلي الإصابة بفقر الدم و قد يكون نزيفا رئيسيا في حالة جرح أحد الأوعية الدموية الرئيسية و يعرف من خلال وجود دم في البراز و قد يصاب المريض بهبوط في ضغط الدم نتيجة فقد كمية كبيرة من الدم و هو ما يصاحبه نقص في تدفق الدم إلي المخ فيشعر المريض بالدوخة أو الإغماء وفي بعض الأحيان يتعرض المريض إلي فقدان الوعي و يتطلب الأمر التدخل العاجل بنقل المريض للمستشفي و تعويضه ببعض وحدات الدم لتعويض الدم المفقود و يتم عمل منظار للجهاز الهضمي العلوي لتحديد مكان النزيف بدقة و يتم إيقاف النزيف بالكي أو أشعة الليزر و أحيانا يتوقف النزيف تلقائيا بدون أي تدخل جراحي ولكن في بعض الحالات قد يعود النزيف أو يستمر مما يتطلب التدخل الجراحي بربط الوعاء الدموي النازف .
2 تضييق مجري الطعام :
قد يؤدي الإصابة بقرحة الأثني عشر في بعض الحالات إلي التضيق البوابي ( تضييق مجري الطعام من المعدة ) و ذلك بسبب وجود تقلصات أو إلتهابات مصاحبة للقرحة و هو ما يؤدي إلي تراكم العصارات المعدية و الأطعمة غير المهضومة في المعدة، فتؤدي إلي تقيؤ متكرر بكميات كبيرة غالبا ما تحدث في نهاية النهار أو بعد مرور ست ساعات علي تناول آخر وجبة، و يصاب المريض بفقدان السوائل من الجسم و الجفاف و العسر الهضمي و الإنتفاخ الدائم و فقدان الشهية ويمكن تشخيص هذه الحالة عن طريق التصوير بأشعة الباريوم أو منظار الجهاز الهضمي العلوي .
طرق الوقاية من قرحة المعدة و الأثني عشر
يمكن إيجاز وسائل الوقاية من قرحة المعدة أو الأثني عشر في تجنب العوامل المسببة للإصابة بالقرحة وهي كالتالي :
1- الإمتناع عن التدخين و شرب الكحوليات .
2- تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي علي مواد مهيجة للمعدة مثل الأطعمة التي تحتوي علي الفلفل الحار أو الشطة كذلك تجنب البهارات و التوابل و كذلك تجنب الأطعمة المقلية بالزيت أو التي تحتوي علي بصل أو طماطم و أيضا تجنب تناول الحلويات الدسمة و الشاي و القهوة .
3 - إتباع نظام غذائي معتدل لا إفراط فيه أو تفريط و تجنب الأكل و المعدة مليئة بالطعام، و يجب الحرص علي عدم النوم بعد تناول الأكل مباشرة .
4- تناول وجبات صغيرة من الأطعمة سهلة الهضم مثل الطعام المسلوق و الخضار و الفاكهة الطازجة .
5- تجنب التوتر و الإنفعال و التحرر من الضغوط النفسية .
6- تجنب الإفراط في تناول الأدوية المسكنة و أدوية مضادات الإلتهاب اللاستيرويدية مثل الأسبيرين و مشتقاته .
علاج قرحة المعدة و الأثني عشر
يقوم الأطباء بعد التأكد من الإصابة بالقرحة بوصف أدوية تحتوي علي مادة الرانتيدين بجرعة 150 مجم مرتين يوميا قبل الأكل أو مادة فاموتيدين بجرعة 20 مجم مرتين يوميا قبل الأكل و تعمل هذه المواد علي منع إفراز حمض المعدة و بالتالي المساعدة علي إلتئام الغشاء المخاطي الحامي لجدار المعدة أو الأثني عشر .
أيضا يمكن إعطاء المريض أحد الأدوية التي تحتوي علي مادة أومبيرازول أو مادة لانزوبرازول، و في حالة إذا كان السبب في القرحة يعود إلي الإصابة بجرثومة المعدة يكون العلاج بتناول أحد الأدوية السابقة المثبطة لإفراز حمض المعدة بالأضافة إلي مضاد لميكروب الهيلوباكتر بيلوري و مضاد حيوي و هو ما يسمي بالعلاج الثلاثي .